وكالة مهر للأنباء: مع ارتفاع وتيرة الحرب في ريف العاصمة السورية، وعزيمة الجيش السوري على إبعاد خطر الإرهابيين عن دمشق، ارتفعت أصوات االمؤسسات والدول الغربية المنادية بحقوق الانسان مطالباةً بوقف المعركة في الغوطة الشرقية حيث تتذرع بمختلف الحجج للحفاظ على أدواته في المنطقة، وفي هذا الصدد أوضح الخبير العسكري السوري العميد علي مقصود ما يدور حالياً على الأرض السورية وما يدور خلف كواليس سياسة الدول الغربية العدائية تجاه سوريا.
الهدنة هي اسقاط للذرائع وتطويق احتمالات التصعيد من قبل امريكا لجر المنطقة عبر سوريا إلى صدام وصراع لايمكن لأحد أن يتنبأ بأبعادهأشار العميد مقصود إلى الهدنة الساعية التي أعلنت عنها روسيا أمس في الغوطة الشرقية موضحاً أنها جاءت بعد محاولات امريكية لنسف القرار الأممي 2401 من مجلس الأمن والذي ينص صراحة على أن يكون هناك وقف للأعمال القتالية على كامل الجغرافية، مردفاً أن هذا القرار يتعارض حالياً مع مصالح امريكا وخطواتها الاستفزازية والعدوانية الاحتلالية فلذلك اصدرت إيعاذ للمجاميع الإرهابية في ريف دمشق بأن تستسمر باختراق الهدنة وإمطار العاصمة بالقذائف واستهداف الأحياء المدنية، وبالتالي سيكون هناك رد من الجيش السوري.
وأردف الخبير العسكري السوري أن ما زاد الطيب بلة هو بدء الدعاية الرمادية من قبل امريكا، الأمر الذي أعلن عنه لافروف بأن هناك انسان مجهول الهوية ولكن من امريكا هو من نشر هذه الاشاعات عن استخدام الجيش السوري للاسلحة الكيمائية في الغوطة.
وأكد الخبير العسكري أن ما أعلنه الروسي بالتنسيق مع الحكومة السورية عن تنفيذ هدنة يومية مدتها خمس ساعات هو اسقاط الذرائع التي تقول بعدم وصول مساعدات انسانية وبالتالي الساعات الخمس كافية لادخال المساعدات السورية بمساعدة الهلال الأحمر الدولي والحكومة السورية وعليه تكون دمشق بمساعدة موسكو طوقتا احتمالات التصعيد من قبل امريكا لخلق ذرائع وجر المنطقة عبر سوريا إلى صدام وصراع لايمكن لأحد أن يتنبأ بأبعاده.
الجيش السوري قطع شرايين المجموعات الإرهابية في الغوطة وحولهم إلى أجزاء صغيرة لا يمكن لها الحياةوحول تقدم الجيش السوري خلال الأسبوع الأول لمعركة غوطة دمشق، أوضح العميد مقصود أن الجيش السوري تقدم على أهم المحاور في خطة لتقطيع أوصال المجموعات الإرهابية بين جبهة النصرة وفيلق الرحمن وجعلها اقسام لا تستطيع أن تستمر بالحياة، حيث انطلق من محيط النشابية وحوش الصالحية وفرزات متجهاً نحو عين كرمة وخزرمى وصولاً إلى دوار عربين وعلى محور جوبر وخاصة باتجهاه سوق اللحممة ومعامل الخياطة.
القوات لسورية أبعدت المجموعات الإرهابية عن قيادة المركبات إي من الجهة الغربية شكلت محور ضغط على جبهة النصرة وفصائيلها في هذه المواقع الحيوية كجوبر وحرستا وفصلها بالتالي عن دوما لتحقيق ما أصرت عليه الحكومة السورية وروسيا بأن هناك استثناء لهذا القرار بمحاربة داعش وجبهة النصرة والمرتبطين بهم، ملحقاً خسائر فادحة بهم والأهم أن الجيش السوري قطع شرايين المجموعات الإرهابية في الغوطة وحولهم إلى أجزاء صغيرة لا يمكن لها الحياة.
وبين الخبير العسكري عدد الفصائل المتورطة في الغوطة، مبيناً أنه في عمليية استهداف العاصمة شاركت كل الفصائل لكن الاساسية هي جبهة النصرة "هيئة تحرير الشام" وفيلق الرحمن وأحرار الشام وجيش الاسلام وفجر الاسلام، مبيناً أن هذه الفصائل الخمسة شكلت غرفة عمليات مشتركة للقتال بالعاصمة وذلك تجسيداً لقرارات وسياسة التحالف الغربي الذي تقوده امريكا في استهداف العاصمة والضغط على العاصمة السوري.
ظهور داعش في المخيم لا يعني سقوطهم بالمظلات من السماء ومن مراكب فضائية إلى الريف الجنوبي من العاصمةوحول أنباء عودة ظهور داعش في مخيم اليرموك، بين العميد مقصود أن هذه الأنباء دقيقة وظهور داعش في المخيم لا يعني سقوطهم بالمظلات من السماء ومن مراكب فضائية إلى الريف الجنوبي من العاصمة، معتبراً أن الفصائل الارهابية تغير تموضعها بين الفينة والأخرى فتقوم تارة بالتحالف وترتبط بجبهة النصرة وبعض الجماعات تكون حاملة لهوية داعش ويكون بينهم تحالفات عقائدية وقتالية وترفع العلم الذي يناسبها فحين ترغب ترفع علم جبهة النصرة وفي الوقت الذي ترى فيه ضرورة لرفع علم داعش ترفع علم داعش، وذلك لاستخدام هذا العلم كذريعة لتدخل واستمرار بعض القوة كاميركا وغيرها، حيث تعطى الأوامر برفع علم داعش والقيام ببعض المسرحيات والأعمال الاستعراضية والقتالية كي يقال أن داعش يعمل على السيطرة على هذه المنطقة أو تلك، وبالتالي يمكن عودته.
ونوه الخبير العسكري السوري أن كل هذا السلوك اتبعته امريكا في مختلف الميادين والمواقع بل هي من كان ينقل ويحمي مجموعات كبيرة وفصائل كبيرة وأحياناً تغير من ثوبها وهيئتها وتنتظم مع بعض الفصائل الأخرى وذلك ما حدث بإدخال أعداد كبيرة من دواعش بالبنية التنظيمية لقوات فتح الشام، مردفاً أن ما تشهده محافظة أدلب وغرب حلب حالياً والاشتباك بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في الحقيقة جذبت الدواعش في ريف حماة الشمالي لتشارك جبهة النصرة القتال ضد حركة نور الدين الزنكي وبعض الفصائل الأخرى التي انتمت لهيئة تحرير الشام وحلفائها. وأضاف هذه الجماعات التي تعتبر خلايا نائمة أو منضوية مع فصائل اخرى، يمكن أن تعلن عن داعش عندما يحتاج الأمر، والحقيقة لا يمكن الوصول إلى مخيم اليرموك عبر هذه المحاور بل هم موجود من الاساس في المخيم وفقط يتم إعادتهم من لباس إلى لباس آخر.
الدول الغربية تدعي رقة المشاعر وتزعم أن المدنين في الغوطة يقتلون وفي الحقيقة هي تخاف على أدواتها الإرهابيةوعن مستقبل معركة الغوطة الشرقية ، أوضح الخبير العسكري السوري أن القيادة السياسة عندما اتخذت قرار بانهاء الوجود الإرهابي ورهنه لدمشق، بدأت الدول الغربية بالاستماتة في الدفاع عن الإرهابيين بذرائع مختلفة مما يدل على دفع بالغرب للعراقيل بسرعة امام العملية تارة بذريعةالسلاح الكيمائي وتارة بذرائع انسانية، فالدول الغربية تدعي رقة المشاعر وتزعم أن المدنين في الغوطة يقتلون وفي الحقيقة هي تخاف على أدواتها الإرهابية من العملية الخاطفة والسريعة التي عزم عليها الجيش السوري ولأن الإرهاب لن يصمد أمام الجيش وكل الأوراق تم تسويتها في حمص وحلب والبادية وكل ملفات الإرهاب طويت ولم يعد لهذه الدول سوى الورقة الموجود في الغوطة الشرقية والآن عندما يتم سحق الإرهاب في الغوطة يسعى الغرب للاستماتة واستخدام كل الاساليب للضغط على الحكومة السورية لانتزاع بعض المكاسب والمواقف من قبل هذه الدول.
ورأى العميد مقصود أن العملية لن تتوقف إلا بانهاء جبهة النصرة ومن معها من فصائل إرهابية، إي أن تكون دمشق ومحيطها خالي من الوجود الإرهابي وأن يتم اجتثاث إي مسار تأتي منه الأوامر من الخارج لتحرك أدوت القتل والإرهاب، ولن يبقى هناك أمكانية لتهديد العاصمة على الإطلاق.
وشدد الخبير العسكري السوري على حرص الجيش السوري على دعوة المدنين للخروج من مناطق الاشتباك منوهاً أن الجيش أعلن فتح ممر اتجاه مخيم الوافدين ودعا المدنين عبر المناشير ومكبرات الصوت للخروج من المناطق التي يتواجد فيها المسلحون لعدم استخدامهم كدروع بشرية، لكن لم يسمح لهم الخروج إلى المناطق التي حددتها القيادة العسكرية، فالإرهاب يريد أن يبقي على هذه الصورة، والجميع يدرك أن هذه الدول المستميتة في الدفاع عن المجاميع الإرهابية كانت منطلق لنقل هذا الإرهاب من دولهم إلى ساحات سوريا والعراق لممارسة جرائمهم، مردفاً أن الدول لن تحطم أدواتها وتحافظ عليها لتستخدمهم في تنفيذ برامجها، لكن لن تستطيع هذه الدول الخروج من المعركة إلا محطمة. /انتهى/.
أجرت: الحوار ديانا محمود
تعليقك